فضائل خاصة ببعض الأفراد منهم رضي الله عنهم

|

ثانيا:فضائل خاصة ببعض الأفراد منهم رضي الله عنهم

أبو بكر رضي الله عنه

هناك أكثر من فضيلة وردت في أبي بكر رضي الله عنه أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ونذكرها هنا حسب ترتيب المصحف.
1.     إثبات الله له الصحبة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى:{إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيّدَهُ بِجُنُودٍ لّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الّذِينَ كَفَرُواْ السّفْلَىَ وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} قوله: {إِلاّ تَنصُرُوهُ} أي تنصروا رسوله فإن الله ناصره ومؤيده وكافيه وحافظه كما تولى نصره {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} أي عام الهجرة لما هم المشركون بقتله أو حبسه أو نفيه فخرج منهم هارباً بصحبة صديقه وصاحبه أبي بكر بن أبي قحافة فلجأ إلى غار ثور ثلاثة أيام ليرجع الطلب الذين خرجوا في آثارهم ثم يسيروا نحو المدينة فجعل أبو بكر رضي الله عنه يجزع أن يطلع عليهم أحد فيخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أذى فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسكنه ويثبته ويقول: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما" كما قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا همام أنبأنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال: فقال: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما"[1]
2.     وصفه بأولو الفضل {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [24/22].

وهذه الآية نزلت في الصديق رضي الله عنه حين حلف أن لا ينفع مسطح بن أثاثة بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال, كما تقدم في الحديث, فلما أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة, وطابت النفوس المؤمنة واستقرت, وتاب الله على من كان تكلم من المؤمنين في ذلك, وأقيم الحد على من أقيم عليه - شرع تبارك وتعالى وله الفضل والمنة, يعطف الصديق على قريبه ونسيبه وهو مسطح بن أثاثة, فإنه كان ابن خالة الصديق, وكان مسكيناً لا مال له إلا ما ينفق عليه أبو بكر رضي الله عنه, وكان من المهاجرين في سبيل الله, وقد ولق ولقةً تاب الله عليه منها وضرب الحد عليها, وكان الصديق رضي الله عنه معروفاً بالمعروف, له الفضل والأيادي على الأقارب والأجانب, فلما نزلت هذه الآية إلى قوله {أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ} الآية, فإن الجزاء من جنس العمل, فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك, وكما تصفح نصفح عنك, فعند ذلك قال الصديق: بلى والله إنا نحب - يا ربنا - أن تغفر لنا ثم رجع إلى مسطح ما كان يصله من النفقة, وقال: والله لا أنزعها منه أبداً, في مقابلة ما كان, قال والله لا أنفعه بنافعة أبداً. فلهذا كان الصديق هو الصديق رضي الله عنه وعن بنته.[2]

3.    وصفه رضي الله عنه بالأتقى
قوله تعالى: { وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى } أي وسيزحزح عن النار التقي النقي ثم فسره بقوله: { الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } أي يصرف ماله في طاعة ربه ليزكي نفسه وماله وما وهبه الله من دين ودنيا { وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى } أي ليس بذله ماله في مكافأة من أسدى إليه معروفاً، فهو يعطي في مقابلة ذلك وإنما دفعه ذلك { إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى } أي طمعاً في أن يحصل له رؤيته في الدار الآخرة في روضات الجنات قال الله تعالى :{ وَلَسَوْفَ يَرْضَى } أي ولسوف يرضى من اتصف بهذه الصفات.
قال ابن كثير-رحمه الله-: وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه داخل فيها وأولى الأمة بعمومها فإن لفظها العموم، وهو قوله تعالى: { وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة، فإنه كان صديقاً تقياً كريماً جواداً بذالاً لأمواله في طاعة مولاه ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم من دراهم ودنانير بذلها ابتغاء وجه ربه الكريم، ولم يكن لأحد من الناس عنده منة يحتاج إلى أن يكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السادات والرؤساء من سائر القبائل، ولهذا قال له عروة بن مسعود وهو سيد ثقيف يوم صلح الحديبية: أما والله لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، وكان الصديق قد أغلظ له في المقالة، فإن كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل فكيف بمن عداهم، ولهذا قال تعالى: { وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى }.[3]
روي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنة أي فل هلم فقال أبو بكر ذاك الذي لا توى عليه قال النبي صلى الله عليه وسلم أرجو أن تكون منهم))[4]

قال ابن الزبير: كان أبو بكر يبتاع الضعفة فيعتقهم، فقال أبوه: أيْ بنيَّ لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك؟ قال: مَنْعَ ظهري أريد، فنزل: "وسيجنبها الأتقى"، إلى آخر السورة[5] .


صهيب رضي الله عنه
4.    وممن ورد فضلهم الخاص صهيب رضي الله عنه قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}  
قال ابن عباس وأنس وسعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعكرمة وجماعة: نزلت في صهيب بن سنان الرومي وذلك أنه لما أسلم بمكة وأراد الهجرة، منعه الناس أن يهاجر بماله,وإن أحب أن يتجرد منه ويهاجر فعل، فتخلص منهم وأعطاهم ماله، فأنزل الله فيه هذه الآية، فتلقاه عمر بن الخطاب وجماعة إلى طرف الحرة وقالوا له: ربح البيع فقال: وأنتم فلا أخسر الله تجارتكم وما ذاك ؟ فأخبره أن الله أنزل فيه هذه الآية، ويروىَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ربح البيع صهيب" قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد الله بن رستة، حدثنا سليمان بن داود، حدثنا جعفر بن سليمان الضبي، حدثنا عوف عن أبي عثمان النهدي عن صهيب، قال: لما أردت الهجرة من مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي قريش يا صهيب قدمت إلينا، ولا مال لك وتخرج أنت ومالك والله لا يكون ذلك أبداً، فقلت لهم: أرأيتم أن دفعت إليكم مالي تخلون عني ؟ قالوا: نعم، فدفعت إليهم مالي، فخلوا عني، فخرجت حتى قدمت المدينة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ربح صهيب ربح صهيب" مرتين، وقال حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، قال: أقبل صهيب مهاجراً نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش، فنزل عن راحلته وأنثل ما في كنانته، ثم قال: يا معشر قريش قد علمتم أني من أرماكم رجلاً، وأنتم والله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم في كنانتي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء، ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وقنيتي بمكة وخليتم سبيلي، قالوا: نعم، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ربح البيع" قال ونزلت {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}.[6]
وقال ابن عباس : نزلت في سرية الرجيع .[7]
قال ابن كثير : وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله ، كما قال تعالى : ? إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ?.[8]
وأما البغوي فقال: قال أكثر المفسرين: نزلت في صهيب بن سنان الرومي.[9]
وقال ابن جرير : هي عامة في كل من باع نفسه في طاعة الله ، وإن كان نزولها بسبب من الأسباب ، هذا معنى كلامه .

5.     وصف أنس بن النضر وأصحابه بالصدق ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘﭙ  ﭚ  ﭛ    ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ  ﭥ  الأحزاب: ٢٣ قال البخاري أيضا: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي، عن ثُمَامَة، عن أنس بن مالك قال: نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ }[10]
روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه قال: عمي أنس بن النضر سُميت به، لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فشق عليه وقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غُيِّبْتُ  عنه، لئن أراني الله مشهدا فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَرَيَنَ الله ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم [يوم] أحد، فاستقبل سعدَ بن معاذ فقال له أنس  يا أبا عمرو، أبِنْ. واهًا لريح الجنة أجده دون أحد، قال: فقاتلهم حتى قُتل قال: فَوُجد في جسده بضع وثمانون من ضربة وطعنة ورمية، فقالت أخته -عمتي الرُّبَيّع ابنة النضر  -: فما عرفتُ أخي إلا ببنانه. قال: فنزلت هذه الآية: { رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا } . قال: فكانوا يُرَون أنها نزلت فيه، وفي أصحابه.[11]

6.     من فضائل الصحابة عتاب الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في شأن بعض الصحابة هذا وإن دل على شيء إنما يدل عظم مكانة الصحبة عند الله عزوجل ﭧ ﭨ  ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ   ﭙ  ﭚﭛ  ﭜ  ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ    ﭣﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ   ﭯ  ﭰ  ﭱ  الكهف: ٢٨           
روى مسلم في صحيحه: عن سعد ابن أبي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء لا يجترؤون علينا قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال, ورجلان لست أسميهما, فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يشاء الله أن يقع, فحدث نفسه, فأنزل الله عز وجل {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}.[12]
7.     ومثله عتاب الله له صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ  ﭜ  ﭝ   ﭞ  ﭟ  ﭠ   ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ      ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ   ﭩ   ﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ     ﭮ  ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ    ﭶ  ﭷ   ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ    ﭼ        ﭽ       ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  عبس: ١ – ١٢
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عُتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب، وكان يتصدّى لهم كثيرا، ويَعرض عليهم أن يؤمنوا، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن أمّ مكتوم، يمشي وهو يناجيهم، فجعل عبد الله يستقرئ النبيّ صلى الله عليه وسلم آية من القرآن، وقال: يا رسول الله، علمني مما علَّمك الله، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبس في وجهه وتوّلى، وكره كلامه، وأقبل على الآخرين؛ فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ ينقلب إلى أهله، أمسك الله بعض بصره، ثم خَفَق برأسه، ثم أنزل الله:( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى ) ، فلما نزل فيه أكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلَّمه، وقال له: "ما حاجَتُك، هَلْ تُرِيدُ مِنْ شَيءٍ؟" وإذا ذهب من عنده قال له: "هَلْ لكَ حاجَةٌ فِي شَيْء؟" وذلك لما أنزل الله:( أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى ) .[13]
قال المفسرون : كان صلى الله عليه وسلم بعد هذا العتاب ، لا يعبس في وجه فقير قط ، ولا يتصدى لغني أبدا وكان الفقراء في مجلسه أمراء ، وكان إذا دخل عليه " ابن أم مكتوم " يبسط له رداءه ويقول : مرحبا بما عاتبني فيه ربي.[14]
عائشة رضي الله عنها
8.     أما فضيلة عائشة رضي الله عنه فتتمثل في شهادة الله لها بالعفاف والبراءة مما نسب إليها من البهتان. وذلك في الآيات التي تبين قصة الإفك في سورة النور من قوله تعالى: ﭑ       ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛﭜ  ﭝ  ﭞ   ﭟ  ﭠﭡ  ﭢ    ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ   ﭨﭩ  ﭪ  ﭫ   ﭬ    ﭭ  ﭮ     ﭯ  ﭰ  ﭱ  النور: ١١ إلى قوله تعالى ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞﯟ   ﯠ  ﯡ  ﯢ  ﯣﯤ  ﯥ  ﯦ   ﯧ  ﯨﯩ  ﯪ  ﯫ        ﯬ  ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ   ﯱ  ﯲ  ﯳ  ﯴ  ﯵ  ﯶ  ﯷ  ﯸ   ﯹ  ﯺ  ﯻﯼ  ﯽ  ﯾ  ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂ   النور: ٢٦ – ٢٧

فائدة: قال بعض العلماء: الذي شهد لموسى عليه السلام بالبراءة مما نسب إليه اليهود من مرض في الجسم هو الحجر، والذي شهد ليوسف عليه السلام بالبراءة هو شاهد من أهلها وأما عائشة الطاهرة الصديقة العفيفة فالذي تولى شهادة براءتها هو الله. ولا شك أن هذا فضل عظيم لها.
9.       فضيلة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم  على غيرهن من النساء ﭧ ﭨ ﭽ ﭡ  ﭢ    ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ   ﭭ  ﭮ  ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  الأحزاب: ٣٢
في هذه الاية الكريمة بيان لفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم على غيرهن من النساء فإنها تفيد كما في الخازن عن ابن عباس أنه: ليس قدركن عندي مثل قدر غيركن من النساء الصالحات، أنتن أكرم علي، وثوابكن أعظم لدي.[15]









[1] أخرجاه في الصحيحين,2/437
 [2] تفسير ابن كثير 3/336.
[3]   تفسير ابن كثير: 4/635
[4]   صحيح البخاري:3216
[5] أخرجه الطبري: 30 / 221. وزاد صاحب الدر المنثور: 8 / 535 عزوه لابن عساكر. وذكره الواحدي في أسباب النزول صفحة : (526).
[6] تفسير ابن كثير:1/307.
[7]  المصدر السابق: 1/236.
[8]  تفسير ابن كثير:1/307.

[9] البغوي:1/238.
[10] صحيح البخاري برقم (4783).
[11] تفسير ابن كثير :6/393.
[12]  صحيح مسلم : (2413)
[13]  الطبري:24/218.
[14]  صفوة التفاسير : 3/459
[15] تفسير الخازن 5/257

0 التعليقات:

 

تعريب وتطوير ابن حجر الغامدي ©2009 عبد الله محمد أويس | Template Blue by TNB